قال السيوطي في (( الأشباه والنظائر )) تحت قاعدة : (( الأصل في الأشياء الإباحة حتى يدل الدليل على التحريم )) :
(( وَمِنْهَا : مَسْأَلَةُ الزَّرَافَةِ , قَالَ السُّبْكِيُّ : الْمُخْتَارُ أَكْلُهَا : لِأَنَّ الْأَصْلَ الْإِبَاحَةُ , وَلَيْسَ لَهَا نَابٌ كَاسِرٌ , فَلَا تَشْمَلُهَا أَدِلَّةُ التَّحْرِيمِ , وَأَكْثَرُ الْأَصْحَابِ لَمْ يَتَعَرَّضُوا لَهَا أَصْلًا لَا بِحِلٍّ وَلَا بِحُرْمَةٍ , وَصُرِّحَ بِحِلِّهَا فِي (( فَتَاوَى الْقَاضِي حُسَيْنِ )) وَالْغَزَالِيِّ , وَتَتِمَّةِ الْقَوْلِ وَفُرُوعِ ابْنِ الْقَطَّانِ وَهُوَ الْمَنْقُولُ عَنْ نَصِّ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَجَزَمَ الشَّيْخُ فِي (( التَّنْبِيه )) بِتَحْرِيمِهَا , وَنَقَلَ فِي (( شَرْحِ الْمُهَذَّبِ )) الِاتِّفَاقَ عَلَيْهِ , وَبِهِ قَالَ أَبُو الْخَطَّابِ مِنْ الْحَنَابِلَةِ وَلَمْ يَذْكُرْهَا أَحَدٌ مِنْ الْمَالِكِيَّةِ وَالْحَنَفِيَّةِ وَقَوَاعِدُهُمْ تَقْتَضِي حِلِّهَا )) .
وقال في (( مغني المحتاج )) : (( وَالزَّرَافَةُ وَهِيَ بِفَتْحِ الزَّايِ وَضَمِّهَا كَمَا حَكَاهُمَا الْجَوْهَرِيُّ وَقَالَ بَعْضُهُمْ الضَّمُّ مِنْ لَحْنِ الْعَوَامّ , وَبِتَحْرِيمِهَا جَزَمَ صَاحِبُ التَّنْبِيهِ وَقَالَ الْمُصَنِّفُ فِي الْمَجْمُوعِ إنَّهُ لَا خِلَافَ فِيهِ , وَمَنَعَ ابْنُ الرِّفْعَةِ التَّحْرِيمَ , وَحَكَى أَنَّ الْبَغَوِيَّ أَفْتَى بِحِلِّهَا وَاخْتَارَهُ السُّبْكِيُّ , وَحَكَاهُ عَنْ فَتَاوَى الْقَاضِي وَتَتِمَّةِ التَّتِمَّةِ وَقَالَ الْأَذْرَعِيُّ وَهُوَ الصَّوَابُ نَقْلًا وَدَلِيلًا , وَمَنْقُولُ اللُّغَةِ أَنَّهَا مُتَوَلَّدَةٌ بَيْنَ مَأْكُولَيْنِ مِنْ الْوَحْشِ , وَاقْتَضَى كَلَامُ ابْنِ كَجٍّ نِسْبَتَهُ لِلنَّصِّ وَقَالَ الزَّرْكَشِيُّ مَا فِي الْمَجْمُوعِ سَهْوٌ , وَصَوَابُهُ الْعَكْسُ ا هـ . وَهَذَا الْخِلَافُ يَرْجِعُ فِيهِ إلَى الْوُجُودِ إنْ ثَبَتَ أَنَّهَا مُتَوَلَّدَةٌ بَيْنَ مَأْكُولَيْنِ , فَمَا يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ ظَاهِرٌ , لَكِنَّ ظَاهِرَ كَلَامِ الشَّيْخِ فِي التَّنْبِيهِ أَنَّهَا مِمَّا يَتَقَوَّى بِنَابِهِ , وَاعْتُرِضَ بِأَنَّهَا لَا تَتَقَوَّى بِنَابِهَا , وَأَنَّ الشَّيْخَ لَمْ يَرَهَا , وَظَنَّ أَنَّهَا تَتَقَوَّى بِهِ كَسَائِرِ السِّبَاعِ , وَقِيلَ إنَّ الَّذِي فِي التَّنْبِيهِ الزَّرَّاقَةُ بِالْقَافِ , وَهُوَ حَيَوَانٌ يَتَقَوَّى بِنَابِهِ غَيْرُ الَّذِي يُسَمَّى الزَّرَافَةَ قَالَ السُّبْكِيُّ وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ )) .
هذا ما وقفت عليه الآن فهل من مزيد